تأثير السيارات الكهربائية على استهلاك الكهرباء

تأثير السيارات الكهربائية على استهلاك الكهرباء

تتزايد مبيعات السيارات الكهربائية ونرى المزيد من الموديلات التي تأتي بقدرات أكبر ومزايا أفضل عن الإصدارات السابقة، ويبدو أنها المستقبل.

مركبات البنزين والوقود لا تزال شائعة في مجال النقل حول العالم لكن هناك سباق حقيقي بين الشركات المصنعة وكذلك المدافعين عن البيئة للتخلص منها واستبدالها بالمركبات الكهربائية.

وبالطبع يمكن انتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة مثل الرياح إضافة إلى أشعة الشمس وكذلك القوة المائية وهناك طرق أخرى طبيعية وصديقة للبيئة.

تشير هذه الرؤية للمستقبل إلى جودة هواء أفضل بكثير في البيئات الحضرية وعلى جانب الطريق في جميع أنحاء العالم.

ولكن في حين لا تصدر السيارات الكهربائية أيا من أبخرة عوادم السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري، لا يزال هناك احتمال لانبعاثات المرتبطة اعتمادا على كيفية توليد الكهرباء.

ومن غير المرجح أن تخلق السيارات الكهربائية أزمة في الطلب على الطاقة وهو ما تخلص إليه الدراسات التي سنتحدث عنها هنا.

  • لا مشاكل للطلب على الكهرباء خلال المدى القصير والمتوسط

يشير تحليل ماكينزي إلى أن النمو المتوقع في التنقل بالمركبات الكهربائية لن يؤدي إلى زيادة كبيرة في إجمالي الطلب على الطاقة الكهربائية على المدى القريب إلى النصف المتوسط، مما يحد من الحاجة إلى طاقة جديدة لتوليد الكهرباء خلال تلك الفترة.

تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2040، ستكون 54٪ من مبيعات السيارات الجديدة و 33٪ من أسطول السيارات العالمي كهربائية.

هذا يعني أن التأثيرات الكبرى لهذا التوجه ستبدأ في الظهور بعد عام 2030 وهو ما أشارت إليه ماكينزي.

أشارت ماكينزي، إلى انه في ألمانيا على سبيل المثال والتي تشهد طلبا عاليا على السيارات الكهربائية، من غير المرجح أن يزداد الطلب على الكهرباء بأكثر من 1 في المئة بسبب هذه المركبات حتى عام 2030 على الأقل.

بدلا من ذلك من المحتمل أن تضيف حوالي 1 بالمائة إلى الإجمالي وتتطلب حوالي 5 جيجاوات إضافية (GW) من سعة التوليد.

يمكن أن تنمو هذه الكمية إلى حوالي 4٪ بحلول عام 2050، مما يتطلب سعة إضافية تبلغ حوالي 20 جيجاواط.

يمكن تلبية هذه الحاجيات المتزايدة باستخدام الطاقات النظيفة ومنها طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مع بعض التوليد الذي يعمل بالغاز.

  • ما الذي تقوله دراسة بلومبرج؟

يشير تقرير بلومبرج إلى أنه من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للكهرباء من السيارات الذكية فقط من 6 تيراوات في الساعة في عام 2016 إلى 1800 تيراوات في الساعة بحلول عام 2040.

في حين يمثل هذا الرقم زيادة هائلة في الكهرباء اللازمة لتوليد الكهرباء، فإن 1800 تيراواط في الساعة لا تمثل سوى 5٪ من إجمالي الإنتاج المتوقع استهلاك الطاقة في عام 2040.

وبالمقارنة استهلكت المملكة المتحدة ككل 304 تيراواط ساعة فقط من الكهرباء في عام 2016.

هذا يسلط الضوء بوضوح على الحاجة الواسعة للاستثمار العالمي في توليد الكهرباء بشكل عام، إلى جانب ما الحرص على توليد الكهرباء بشكل متوافق مع البييئة.

  • الطلب على الكهرباء للسيارات الكهربائية سيكون كبيرا خلال المساء

على افتراض دعم البنية التحتية والتقدم التكنولوجي لتمكين الشحن واسع النطاق في الشوارع والمنازل، فمن المحتمل أن يأتي الطلب على الكهرباء لشحن السيارات الكهربائية في المساء.

قد ينتج عن ذلك ضغط إضافي على مولدات الطاقة والشبكات الوطنية بسبب الشحن الجماعي للسيارات والمركبات الكهربائية.

ستحتاج المرافق والمنظمون إلى تنفيذ سياسات لتشجيع الشحن خارج أوقات الذروة (على سبيل المثال بين عشية وضحاها) ونشر الطلب من السيارات الذكية.

تتمثل إحدى طرق إدارة هذه الطفرات في معدلات “وقت الاستخدام” لتشجيع السائقين على شحن سياراتهم في أوقات الذروة لتجنب ارتفاع فواتير الكهرباء.

ومع ذلك ستساعد التحسينات التكنولوجية أيضًا على إدارة طلب السيارات الذكية على أنظمة الطاقة.

تعد تقنية الشحن الذكية واحدة من أهم جوانب هذا الأمر في السماح للمدن والمرافق والمستهلكين بأتمتة شحن المركبات في الأوقات التي يكون فيها الطلب الإجمالي أقل.

ستلعب تقنية التخزين أيضًا دورًا رئيسيًا في إدارة الطلب المتزايد على كل من نهايات المستهلك والمشغل.

من المتوقع أن ينمو اعتماد أنظمة تخزين الطاقة المنزلية بنفس سرعة نمو الطاقة الشمسية الضوئية في السنوات الأخيرة، مما سيمكن المستهلكين من استخدام لوحات الطاقة الشمسية المنزلية لتخزين الطاقة وشحن المركبات في بعض الأحيان لتجنب رسوم الذروة ساعة.

من جانب الشركات المصنعة، سيسمح التقدم في تكنولوجيا التخزين للمولدات بتوصيل الكهرباء بأكثر من طاقتها المعتادة وتلبية الزيادة في الطلب.

  • مستقبلا الطلب على الطاقة الكهربائية سيكون كبيرا

بينما يشير التقرير إلى أن المركبات ذاتية الحكم لن يكون لها تأثير كبير على مدى العقد المقبل، فإن التأثير طويل المدى للمركبات ذاتية القيادة سيكون له عواقب مباشرة على الطلب.

ستكون السيارات ذاتية القيادة قادرة على القيادة بطريقة أكثر فعالية من البشر عن طريق القيادة معًا والتفاعل مع المدينة المحيطة لمنع الازدحام.

مع اعتماد واسع النطاق فإن هذه الكفاءة الأكبر ستعني أن السيارات سوف تستخدم طاقة أقل وتتطلب وقتًا أقل لإعادة الشحن.

على الصعيد العالمي، هناك حاجة إلى الاستثمار لتلبية ودعم نمو السيارات الكهربائية على مدى العقدين المقبلين.

يجب أن تبدأ الحكومات والشركات في طرح البنية التحتية للشحن وحلول الطاقة النظيفة لتلبية الطلب في المستقبل، وكذلك تقنية المدن الذكية التي ستمكن من الاعتماد الشامل والتشغيل الآلي النهائي للسيارات الذكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.